الرئيسية
---------------------------------------------------------------
بلغ معدل انتحار الجنود الأميركيين أقصى حد له خلال العام الماضي للمرة الأولى منذ أربعة عقود، وفقا لما أكده مسؤولون عسكريون في تقرير أنحوا فيه باللائمة على التقصير من الجهات الرسمية، فقد أقدم 128 جنديا على الأقل على الانتحار العام الماضي، أي بمعدل 20.2 حالة لكل 100 ألف جندي، ما يزيد بنسبة 16.8٪ على إحصائية .2007
وهذه المرة الأولى التي يزيد فيها معدل انتحار الجنود الأميركيين على معدلات انتحار المواطنين الأميركيين العاديين من الفئة العمرية نفسها، منذ بدأت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ترصد حالات انتحار الجنود قبل 30 عاما. وفي العام نفسه، بلغ معدل حالات انتحار جنود البحرية 19.0 حالة لكل 100 ألف جندي بحري، وهو الرقم الأعلى في البحرية منذ .1995
وفي الوقت الذي أعلن فيه الجيش الأميركي عن إحصاءات الانتحار وسط جنوده العام الماضي، فإنه يخشى في الوقت نفسه من زيادة متوقعة في هذا الرقم العام الجاري. ويقول الجيش إن 24 من جنوده انتحروا في يناير الماضي، ما يفوق بست مرات عدد الجنود الذين أقدموا على الانتحار في الشهر نفسه من العام الماضي. وإذا كان هذا الرقم صحيحا، فإن عدد الجنود المنتحرين يفوق عدد الذين فقدوا حياتهم في المعارك خلال ذلك الشهر.
المهام الخارجية
ويقول وزير شؤون الجيش الأميركي، بيت غيرين، «تسألونني لماذا يواصل هذا الرقم الارتفاع، فأقول لكم لن نستطيع أن نخبركم». ويعتقد مسؤولون عسكريون أن السبب يكمن في العوامل العاطفية والضغوط النفسية التي يسببها التكليف بالمهام القتالية الخارجية أكثر من مرة، إضافة إلى فشل الحياة الزوجية بسبب البعد عن الأسرة لفترة طويلة.
ثلث حالات الانتحار تحدث خلال المهام القتالية في الخارج، والثلث الثاني بعد الانتهاء من المهام القتالية، والثلث الأخير وسط الجنود الذين لم يتم تكليفهم بمهام خارجية بعد. ويقول نائب رئيس أركان الجيش، الجنرال بيتر شياريلي، « نتفق جميعا على أن الضغط أحد العوامل».
بين 2003 و،2007 مدد البنتاغون فترة المهام القتالية ومنع الجنود من المغادرة في نهاية فترة تجنيدهم. وخلال ،2007 مدد فترة مهام الجيش الخارجية إلى 15 شهرا، بعد أن كانت عاما واحدا، وأوقف البنتاغون العمل بهذا التمديد العام الماضي، لتعود الفترة من جديد إلى 12 شهرا. وتقول مؤسسة المشروع الاستشاري للجنود وأسرهم، جودث برودر، في لوس أنجلوس، « التكليف المتكرر للجنود في مهام خارجية يتسبب في فقدان بعض الجنود إيمانهم الديني أو فقدانهم ذاتهم، ويقدم بعضهم على الانتحار بعد أن يتناول المخدرات أو الكحول ويفقد اتزانه العقلاني، ويصبحون محبطين للغاية وفاقدين الأمل، ويقول أحدهم في نفسه: إن هذه الحالة لن تنتهي أبدا، ولن أعود لحالتي الطبيعية، ولن أرى عائلتي بعد الآن». من أفغانستان إلى العراق
عندما تم إرسال الجندي البريطاني، ريان راثهول، إلى البصرة في نوفمبر الماضي، عبرت والدته، كونشي بولين، عن ارتياحها قائلة «كان شعوري بأن هذا المكان أكثر أمانا من أفغانستان، ويتميز بنسبة ضئيلة من الخسائر»، ولم تكن أبدا تتصور ما سيحدث لابنها بعد ثلاثة أشهر من ذلك، ففي 12 من فبراير الماضي، وجد ابنها منتحرا في قاعدته في البصرة.
وكان راثهول قد قضى أعياد الكريسماس في موطنه، حيث زار والده الذي كان غارقا في غيبوبة مرضية، وتوفي بعد أسبوعين من انتحار ابنه.
وتقول والدته «عندما جاء إلى هنا، شعرت بأنه من المفترض أن يتلقى مساعدة أو وعظا من مشرف اجتماعي أو قسيس . كان يشعر بأنه لو باح بأي شيء عن حالته سيتم طرده من الخدمة. ولهذا، كان خائفا من إظهار أي ضعف عقلي».
ويعزو رئيس برنامج العمل الاجتماعي للجيش، جوس كول، ازدياد حالات الانتحار إلى التكليف المتكرر بالمهام الخارجية، و«عندما يعود الجندي إلى وطنه لا يشعر بأنه في إجازة، وإنما يأتي إلى هنا من أجل التدريب، وهذا من شأنه أن يتسبب في ضغوط كبيرة للعائلة».
ويؤكد مسؤولون عسكريون أنهم يدركون جيدا أن المهام التي تستمر لمدد لطويلة تزيد التوتر لدى الجنود وعائلاتهم، وأن البنتاغون نتيجة لذلك يحاول حل هذه المشكلات بزيادة الأموال المستخدمة في برامج المساعدة من 700 مليون إلى 1.5 مليار دولار، ويقول الجنرال غيرين « نقدر الضغوط التي يقع تحتها الجنود وعائلاتهم».
فحوص عقلية
وعمل البنتاغون على تسريع وتيرة فحوص الصحة العقلية للجنود، وتم تعيين العديد من إخصائيي الصحة العقلية، وخصص مزيدا من الموارد لمعالجة آثار ما بعد الصدمة النفسية ومعالجة الجروح العقلية، والإصابات الميدانية التي تضاعف الضغوط النفسية على الجندي وعائلته.
ولايزال بعضهم يعتقد بأن هذه الجهود، لاسيما الفحوص العقلية، غير كافية، ويعتقد المدير التنفيذي للجنود القدامى لشؤون الحواس العامة، باول سوليفان، أنه «إلى أن تبدأ البنتاغون في اتخاذ إجراءات جدية فإن أزمة الانتحار ستسوء أكثر فأكثر»، ويضيف «إننا في قمة جبل الجليد بالنسبة لهذه الكارثة الاجتماعية، ما لم يكافح الجيش وصمة العار هذه».
وتعتقد الباحثة في معهد ماساتشستس للتكنولوجيا، سيندي ويليامز، والخبيرة أيضا في أنظمة الأفراد، أن الجندي إذا شعر بأي انحراف في صحته العقلية، فإنه يعتبر ذلك عيبا ووصمة عار. وتقول«هناك ثقافة تقول إن الجندي ينبغي ألا يمرض»، وتضيف «لهذا السبب، فإن الجيش نفسه إذا أراد تغيير هذه الثقافة فمن الصعب على الجندي أن يذهب إلى المشرف ويقول له: تراودني أفكار انتحارية».
من ناحية أخرى، أقدم 67 من الجنود البريطانيين العاملين في العراق أو أفغانستان على الانتحار، أو من المعتقد بأنهم فعلوا ذلك، وفقا لآخر إحصائية بهذا الخصوص. وتتوقع الإحصائية معدل انتحار أعلى بكثير مما تعترف به وزارة الدفاع البريطانية خلال هذا العام. وعلى الرغم من أن الإحصائية تمثل نسبة ضئيلة من الجنود الذين ذهبوا في مهام قتالية خارجية (100 ألف في العراق و50 ألفا في أفغانستان)، فإن هناك مخاوف من أن تكون الظاهرة في ازدياد مستمر.
وهناك مخاوف متزايدة من حالات انهيار عقلي في القوات المسلحة، بعد انتحار ثلاثة جنود في البصرة بين ديسمبر وفبراير الماضيين، وتعترف وزارة الدفاع البريطانية بأن 25 من الجنود النظاميين وخمسة من الاحتياط انتحروا بين أغسطس 2002 وفبراير 2009 (ما بعد العمليات)، كما أكدت انتحار سبعة آخرين (خلال العمليات)، منهم خمسة في العراق واثنان في أفغانستان.
وتناول جندي آخر جرعة زائدة، قبل أن يذهب للعراق للمرة الأولى عام .2006
ومن المتوقع أن ترتفع حالات الانتحار خلال السنوات السبع الماضية، بعد أن يتم البت في 29 حالة انتحار أخرى، من ضمنها 10 من العام الماضي. ويؤكد مسؤول في وزارة الدفاع أن 28 حالة أخرى رصدتها الخدمات التحليلية والاستشارية لاتزال قيد البحث والتحري، حدثت جميعها خلال السنوات الثلاث الماضية، وليس من ضمنها حالة الجندي رايان راثهول من الكتيبة الملكية الأولى لأمير ويلز، والذي وجد ميتا نتيجة لجرح أحدثته طلقة في قاعدة العمليات الطارئة في البصرة في 13 فبراير الماضي.
مقارنات
وتقول وزارة الدفاع إن حالات الانتحار التي حدثت العام الماضي تتضمن حالتين وقعتا في القاعدة نفسها خارج البصرة في ديسمبر، هما العريف لي تشرشر من قيادة اللواء المدرع العشرين ووكيل العريف ديفيد ولسون من كتيبة الفيلق الجوي لكتيبة الجيش التاسعة، وكلاهما أطلق النار على نفسه.
وتؤكد كل من وزارة الدفاع ومنظمة الخدمات التحليلية والاستشارية أن العدد الكلي لحالات الانتحار في القوات المسلحة خلال الـ25 عاما الماضية يصل إلى 718 بين الأعوام 1984 و،2008 حيث يعتبر هذا المعدل أقل مقارنة بالمنتحرين من عامة الشعب، باستثناء الشباب دون العشرين العاملين في الجيش، وتقول منظمة الخدمات التحليلية والاستشارية إن الجنود الشباب يصل احتمال إقدامهم على الانتحار إلى 47٪ مقارنة بالفئة العمرية نفسها من عامة السكان.
بين 2004 و2008 انتحر ستة جنود تتراوح أعمارهم بين 16و19 عاما، وتسعة آخرون تتراوح أعمارهم بين 20و،24 وتقر وزارة الدفاع بأنه بين 2002 و2008 وقعت 102 حادثة انتحار الكثير منها لا يتعلق بمهام العمليات الحربية في العراق أو أفغانستان. ويثير الازدياد المفاجئ في حالات الانتحار في البصرة منذ أوائل ديسمبر من العام الماضي، ثلاثة في 10 أسابيع، وأيضا العدد الكبير من الحالات التي تنتظر التحقيق للتأكد منها، كل ذلك من شأنه أن ينبئ بأن الأمور تنزلق في اتجاه خطر.
منقول من جريده الامارات اليوم
6-5-2009
» كيف تتلذذ بالصلاة ؟الجزء 2
» كيف نستقبل رمضان ؟ (مرئي)
» وداعا يارمضان
» فضل صيام سته من شوال
» طريقة تحضير عجينة القطايف، ..بالصورة
» صور لاحلى قرية في العالم انها "" زيلامسي ""
» الزبادي ... و ما لا تعرفه عن الزبادي؟؟
» هل شعرت في نومك انك تسقط من مكان مرتفع؟؟؟